سورة الإسراء - تفسير تفسير النسفي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


{وَقُرْآناً} منصوب بفعل يفسره {فَرَقْنَاهُ} أي فصلناه أو فرقنا فيه الحق من الباطل {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ على مُكْثٍ} على تؤدة وتثبت {وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً} على حسب الحوادث {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا} أي اختاروا لأنفسكم النعيم المقيم أو العذاب الأليم. ثم علل بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ} أي التوراة من قبل القرآن {إِذَا يتلى عَلَيْهِمْ} القرآن {يُخِرُّونَ للأذْقَانِ سُجَّداً} حال {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً} لقوله {آمنوا به أو لا تؤمنوا} أي أعرض عنهم فإنهم إن لم يؤمنوا به ولم يصدقوا بالقرآن فإن خيراً منهم وهم العلماء الذين قرءوا الكتب قد آمنوا به وصدقوه، فإذا تلي عليهم خروا سجداً وسبحوا الله تعظيماً لأمره ولإنجازه ما وعد في الكتب المنزلة وبشر به من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن عليه وهو المراد بالوعد المذكور. {إن} بمعنى (إنه) وهي تؤكد الفعل كما أن (إن) تؤكد الاسم، وكما أكدت (إن) باللام في {إنهم لمحضرون} [الصافات: 158] أكدت (إن) باللام في {لمفعولا}


{وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ} ومعنى الخرور للذقن السقوط على الوجه، وإنما خص الذقن لأن أقرب الأشياء من وجهه إلى الأرض عند السجود الذقن. يقال: خر على وجهه وعلى ذقنه، وخر لوجهه ولذقنه. أما معنى (على) فظاهر، وأما معنى اللام فكأنه جعل ذقنه ووجهه للخرور، واختصه به إذ اللام للاختصاص. وكرر {يخرون للأذقان} لاختلاف الحالين وهما خرورهم في حال كونهم ساجدين وخرورهم في حال كونهم باكين {وَيَزِيدُهُمْ} القرآن {خُشُوعاً} لين قلب ورطوبة عين.
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرحمن} لما سمعه أبو جهل يقول يا الله يا رحمن قال: إنه نهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلها آخر فنزلت. وقيل: إن أهل الكتاب قالوا: إنك لتقل ذكر الرحمن وقد أكثر الله في التوراة هذا الاسم فنزلت. والدعاء بمعنى التسمية لا بمعنى النداء، وأو للتخيير أي سموا بهذا الاسم، أو بهذا أو اذكروا إما هذا وإما هذا، والتنوين في {أَيَّا مَّا تَدْعُوا} عوض من المضاف إليه و(ما) زيدت للتوكيد و(أياً) نصب ب {تدعوا} وهو مجزوم بأي أي أي هذين الاسمين ذكرتم وسميتم {فَلَهُ الأسْمَآءُ الحسنى} والضمير في {فله} يرجع إلى ذات الله تعالى، والفاء لأنه جواب الشرط أي أيَّاماً تدعوا فهو حسن فوضع موضعه قوله: {فله الأسماء الحسنى} لأنه إذا حسنت أسماؤه حسن هذان الاسمان لأنهما منها، ومعنى كونها أحسن الأسماء إنها مستقلة بمعاني التمجيد والتقديس والتعظيم {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} بقراءة صلاتك على حذف المضاف لأنه لا يلبس، إذ الجهر والمخافتة تعتقبان على الصوت لا غير، والصلاة أفعال وأذكار وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بقراءته فإذا سمعها المشركون لغوا وسبوا فأمر بأن يخفض من صوته، والمعنى ولا تجهر حتى تسمع المشركين {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} حتى لا تسمع من خلفك {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ} بين الجهر والمخافتة {سَبِيلاً} وسطاً، أو معناه ولا تجهر بصلاتك كلها ولا تخافت بها كلها وابتغ بين ذلك سبيلاً بأن تجهر بصلاة الليل وتخافت بصلاة النهار أو بصلاتك بدعائك {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً} كما زعمت اليهود والنصارى وبنو مليح {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} كما زعم المشركون {وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ} أي لم يذل فيحتاج إلى ناصر أو لم يوال أحداً من أجل مذلة به ليدفعها بموالاته {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً} وعظمه وصفه بأنه أكبر من أن يكون له ولد أو شريك وسمى النبي عليه السلام الآية آية العز وكان إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه هذه الآية.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11